تاريخ و تطور الجدول الدوري

اعتبر اليونانيين القدامى أن الكون مكون من أربع عناصر هي التراب و الماء والهواء والنار ..
ثم أتى العلماء العرب المسلمين و على رأسهم جابر بن حيّان الذين اعتبروا هذه العناصر لا تمثل مكونات بل تمثل حال للمادة فالتراب يمثل الحالة الصلبة و الماء يمثل الحالة السائلة و الهواء يمثل الحالة الغازية و النار يقابل الطاقة .

مع تطور الكيمياء و اكتشاف العناصر جرت محاولات لتصنيف العناصر في مجموعات من أجل تبسيط دراسة الكيمياء ..

المعادن واللامعادن :

قام لا فوازييه بتمييز العناصر بين عناصر معدنية و عناصر لامعدنية
حيث تتميز المعادن ببريقها المعدني المميز وناقليتها الجيد للحرارة والتيار الكهربائي و أغلبها يكون بالحالة الصلبة مثل الحديد و النحاس ..
أما اللامعادن تتميز برداءة ناقليتها بشكل عام للحرارة و الكهرباء مثل الكبريت و الكلور ..
وهنالك عناصر تتميز بحالة وسط بين المعادن واللامعادن تدعى أشباه المعادن كالجرمانيوم ..
وهنالك معادن مثالية و معادن أقل مثالية ولامعادن مثالية الخ ..
بشكل عام يبقى التصنيف هذا باطار التصنيف الفيزيائي أو الميكانيكي و أقل وضوحاص من الناحية الكيميائية .

ثلاثيّات دوبراينير :

بعض الثلاثيات

وقد إفترض دوبراينيرمن ذلك أن العناصر الكيميائية تنتظم في ثلاثيات من العناصر .
وإستدل أنه في أي ثلاثية للعناصر يكون العنصر المتوسط في الثلاثية تكون كتلته الذرية هي متوسط كتلتي العنصرين الأخريين .
ولكن اقتصار مفهوم دوبراينر تحقق من أجل مجموعات صغيرة من العناصر ولم يشمل كل العناصر حيث بقيت العديد من العناصر خارج الثلاثيات التي وضعها .. مما دعى لتطوير هذا المفهوم لاحقاً ..

ثمانيّات نيولاند :

حاول نيولاند ترتيب العناصر على أساس السلم الموسيقي المكون من ثمان درجات تدعى الثمانيات ..
وذلك بناءاً على ترتيب الكتل الذرية للعناصر ، و قام فيه بتقسيم العناصر لمجموعات كل مجموعة تحوي ثمانية عناصر مراعياً كتلها الذرية والخواص الفيزيائية ..
وكان تصنيفه يعد تصنيف أشمل من تصنيف دوبراينير و تطويراً له ، و أكثر دقة لدرجة أنه توقع اكتشاف بعض العناصر لتكمل الثلاثيات الناقصة لدى دوبراينير ..

الجدول الدوري الأول :

قام الروسي مندلييف بترتيب العناصر في مجموعات بناءاً على تزايد الكتلة الذرية ولاحظ خلالها الترتيب الدوري للخواص الفيزيائية و الكيميائية . .
ويعدّ مندلييف المبدع الأول للجدول الدوري الحديث رغم أعمال العلماء المعاصرين له لأنه أوضح علاقة دقيقة بين الخواص الفيزيائية و الكيميائية في جدوله ..


جدول مندلييف

وفي مطلع القرن العشرين اكتشف الانكليزي موزلي علاقة دورية بين العناصر المختلف و طيف الأشعة السينية التي تصدرها و أوضح أن هذه العلاقة تحوي عدد صحيح يتعلق بكل عنصر أسماه العدد الذرّي ..
و وجِد أن تصنيف العناصر على أساس هذا العدد يكون أكثر دقة من التصنيف على أساس الكتلة الذرية ..
و باضافة هذا التعديل إلى جدول مندلييف و إعادة طريقة الكتابة والتقسيم اعتمد الاتحاد الدولي للكيمياء البحتة و التطبيقية الجدول الدوري القياسي . الموضح بالشكل :

موقع محمد المستريحي